:: في بطن مدينتنا عرافة ::

قالوا:
في بطن مدينتنا عرافة ..
تكتب أدعية وتمائم ..
تلم الجرح وتشفيه
وتداوي الناس إذا تعبوا ..
والحائر منهم تهديه
وذهبتُ إليها كي أشكو لها قلبي .. وما يحويه ..
قالت عرافة مدينتنا : يا ولدي ..
في قلبك شيء .. تخفيه ؟!
فأجبت : دموعي أحلام وضلال أجهل ما فيه
في جوف ظلام الليل ..
يستيقظُ قلبي لا أعلم ما فيه ..
إن شئتِ فلتقرئي فنجاني ..
لكني أخافُ عليكِ أحزاني ..
أخشى عليكِ من ساحرةٍ تسكنني تسرق أيامي ..
أحياناً تخطف مني النبض ..
أحيانا ترجعهُ تحييه ..
أحيانا تحفرُ لي قبراً ..
تدفنني في أعماقِ الأحزانِ ..
أحياناً تسكنني قصراً ..
ملكاً تجعلني بلا تيجانِ ..
يا عرافة مدينتنا دليني ..
ما افعل مع أشجاني ؟؟!!
ما أفعل مع جنية تسكنني ..
تسكن وجداني ..
عيناها سحر يخدعني يشعرني أحيانا بالهذيان ..
شفتاها خمرٌ يسكرني .. يسلبني اتزاني ..
تسكنني جنية حمراء .. لكنها سمراء ..
تعبثُ بي .. تجعلني أمشي كالأطفال ..
أدور وأصبو نحوها .. كما الفراشة حول الأزهار ..
يا عرافة مدينتنا دليني ..
خلصيني من عذابي .. أنقذيني ..
أريد وصالاً .. أريد وصولاً إلى قصرها الكبير ..
أريد عبور أسوار قلاعها ..
أو الانتحار على قدميها ..
يا خالة .. تسكنني أنثى ..
تستوطن قلبي .. أشعاري ..
تأسرني طوراً .. تطلقني ..
تعيثُ في أفكاري ..
عرافتي ..
تسكنني أنثى تمشي في دمي كالنارِ ..
تحرقني تجعلني اغلي
من قبل سماع الأخبار ..
يكفي أن يذكر اسمها كي توقد بي ناري ..
تملك وجهاً سحريا ..
تملك شفةً .. تملكُ جسداً ..
توقد بي نزق الثوار ..
دليني ما أفعل يا خالة
أصنعي لي حجابا ..
حجابا سحرياً ألبسه يخفيني عن الأنظارِ ..
كي أعبر سور حديقتها
أو ادخل ليلاً غرفتها
كي أضع على وجنتها قبلاتي ..
كي أطفئ ناري ..
يا روعة سحري وسحر جنوني ..
يا نكهة يقيني وظنوني ..
إني أعشقك فاتنتي .. أبوح بسري وسكوني ..
إني أعشقُ فيك الخجل العذري ..
وأعشقك كلما رأيتُ دمك يغلي ..
يا خمراً أسكرني دهرا ..
لا أرغبُ بعدك استفاقة ..
لا أريد من حياتي سوى قربك وزجاجة عطرٍ وتبغ ولفافة ..
هذا سري ..
هذا ما اخفي في قلبي .. يا عرافة ..
أعشقُ سيدةً ..
اعشق ساحرة حلوة ..
تسكن في قلبي .. في روحي .. تسكن شرياني ..

*****

بقلمي